في إطار متابعة مرصد الحرية لتونس لأوضاع المعتقلين السياسيين في البلاد، يعرب المرصد عن بالغ قلقه إزاء الوضع الصحي المتدهور للصحفي محمد بوغلاب، الذي يقبع في السجن منذ شهر مارس 2024. تشير المعطيات الواردة من عائلته ومحاميه إلى أن حالته الصحية أصبحت حرجة بشكل يهدد حياته، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً لضمان حقه في العلاج.
الوضع الصحي لمحمد بوغلاب
يعاني الصحفي محمد بوغلاب من أمراض مزمنة، أبرزها السكري وارتفاع ضغط الدم، والتي تفاقمت بشكل كبير منذ اعتقاله. وفقًا لتصريحات عائلته، فقد أصيب بفقدان البصر في إحدى عينيه، بينما باتت زاوية نظره في العين الأخرى محدودة للغاية. إضافة إلى ذلك، تعرض بوغلاب لمضاعفات خطيرة تشمل انتفاخ القلب وإصابة في البروستاتا، وهي أمراض لم يكن يعاني منها قبل سجنه. الظروف الصحية القاسية داخل السجن وغياب الرعاية الطبية الملائمة أسهمت في تدهور حالته بشكل كبير.
المسؤولية الحقوقية والقانونية
يحمل مرصد الحرية لتونس السلطات التونسية، وبالأخص وزارة العدل والإدارة العامة للسجون والإصلاح، ورئاسة الجمهورية المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية لمحمد بوغلاب، ويدعوها إلى:
- توفير رعاية طبية عاجلة وشاملة لمحمد بوغلاب داخل أو خارج السجن، حسب ما تقتضيه حالته الصحية.
- إجراء تحقيق مستقل حول ظروف احتجازه ومدى احترام المعايير الصحية والإنسانية داخل السجون.
- إطلاق سراحه الفوري إذا ما ثبت أن حالته الصحية لا تتماشى مع ظروف الاحتجاز.
مطالب المرصد
إن مرصد الحرية لتونس يؤكد أن تدهور الحالة الصحية لمحمد بوغلاب يعكس إشكاليات أعمق تتعلق بغياب الرعاية الصحية للمعتقلين، خاصة السياسيين منهم. وعليه، يطالب المرصد بـ:
- تدخل المنظمات الحقوقية الدولية لمتابعة قضيته وضمان حصوله على حقوقه الأساسية.
- قيام رئاسة الجمهورية والهيئات القضائية بتحمل مسؤولياتها لضمان عدم استخدام الاحتجاز كوسيلة لتجريد المعتقلين من حقوقهم.
رسالة تضامن ودعوة للتحرك
مرصد الحرية لتونس يعبر عن تضامنه الكامل مع محمد بوغلاب وعائلته، ويدعو كافة منظمات المجتمع المدني والجهات الحقوقية إلى الانخراط في حملة عاجلة لإنقاذ حياته، وضمان عدم تكرار هذه الممارسات بحق معتقلي الرأي في تونس.