Skip links

تأجيل محاكمة محمد بوغلاب إلى 10 جويلية: ملاحقات مستمرة على خلفية تدوينة رأي

24 جوان (يونيو) 2025 –  نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس، يوم 24 جوان 2025، في القضية المرفوعة ضد الصحفي محمد بوغلاب، على خلفية شكاية تعلّقت بتدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك، وتم تأجيل النظر في الملف إلى جلسة 10 جويلية المقبل، بناءً على طلب محامي الدفاع.

ويتهم بوغلاب في هذه القضية بـ”الإساءة إلى موظفة عمومية عبر شبكات التواصل الاجتماعي”، وذلك استنادًا إلى شكاية تقدّمت بها أستاذة جامعية تشتغل في مؤسسة عمومية.

وتستند النيابة العامة في ملاحقتها إلى أحكام الفصل 24 من المرسوم 54 لسنة 2022، المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال. وكان قاضي التحقيق قد أصدر بطاقة إيداع بالسجن ضد بوغلاب في 5 أفريل 2024، وهو لا يزال موقوفًا على ذمة القضية.

وتجدر الاشارة أن التدوينة التي نشرها الصحفي لم تذكر الشاكية باسمها أو مركزها وصفتها ولم تتطرق الى المعطيات الشخصية، بل تحدثت بشكل عام عن الفساد الإداري والمالي داخل إحدى الوزارات.

خلفية القضية:

تندرج هذه الملاحقة ضمن نهج موسّع لتوظيف المرسوم 54 في قمع حرية التعبير، لا سيما ضد الصحفيين والناشطين الذين ينتقدون السلطة أو الأداء الحكومي. ولم يكن محمد بوغلاب وجهًا جديدًا في مثل هذه القضايا، بل كان مستهدفًا في عدد منها  وواجه أربع ملاحقات قضائية سابقة، من بينهم قضية انتقد فيها رئيس الجمهورية، وأفضت في احداها إلى عقوبة سجنية مدتها ستة أشهر تنفيذية في شهر أفريل 2024. كما قضى نحو 11 شهرًا في سجن المرناقية قبل إطلاق سراحه، عقب محاكمتين مستندتين أيضًا إلى شكايات تتعلق بآرائه وتصريحاته الإعلامية ويشير ذلك إلى نمط متكرر من تضييق القضاء على الصحفيين، ما يعكس قلقًا متزايدًا لدى مرصد الحرية تجاه الاتجاه الحالي للتشريع ورئاسة الجمهورية فيما يخص حرية التعبير.

يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • الكف عن ملاحقة الصحفي محمد بوغلاب واسقاط القضايا والملاحقات ضده.

  • مراجعة المرسوم 54 وإلغاء الفصول التي تُستخدم لتقييد حرية التعبير، خصوصًا تلك التي تجرّم النقد الموجه إلى المسؤولين.

  • ضمان استقلالية السلطة القضائية عن أي توظيف سياسي أو إداري في ملاحقة الأصوات المنتقدة.

  • الكفّ عن استعمال الشكايات الفردية كذريعة لقمع الصحفيين والتضييق على حرية النشر.

  • التزام تونس بتعهداتها الدستورية والدولية المتعلقة بحرية التعبير والصحافة.

شارك

المزيد من المقالات

مراد المسعودي

بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية: إيداع القاضي مراد المسعودي السجن بعد اعتقاله وتعنيفه أمام عائلته

16 أوت (أغسطس) 2025 – أُودع القاضي مراد المسعودي السجن تنفيذًا لحكم غيابي صدر في 2024، رغم إيقاف تنفيذ قرار عزله من قبل المحكمة الإدارية. وتعود القضية إلى اتهامات بتدليس تزكيات الترشح للانتخابات الرئاسية الماضية، وهي التهم التي نفاها مراد المسعودي جملة وتفصيلًا، وأكد -الى جانب هيئة الدفاع- انها ذات خلفية سياسية…

مراد المسعودي

اعتقال القاضي مراد المسعودي واقتحام منزل أصهاره دون اذن قضائي وضربه أمام أسرته في الشارع

15 أوت (أغسطس) 2025 – تعرّض القاضي مراد المسعودي، مساء الجمعة، لعملية اعتقال عنيفة من قبل عناصر بزي مدني، في أحد شوارع العاصمة، قبل أن يُقتاد إلى جهة مجهولة، في ظروف ترتقي إلى مستوى الاختفاء القسري. وأفادت مصادر متطابقة أنّ عناصر الأمن اعتدوا عليه جسديًا أمام ابنته وأطفال من عائلة زوجته، وأصابوا شقيقة زوجته التي نُقلت على جناح السرعة إلى المستشفى، قبل أن يقتحموا منزل أصهاره بعنف، دون إذن قضائي…

اونسي عبيشو

أونسي عبيشو: أُدين في عهد بن علي وحوكم بالمؤبد منذ 2021 رغم تبرئته قضائيا خمس مرات

08 أوت (أغسطس) 2025 – يقبع أونسي عبيشو وهو مواطن تونسي فرنسي، في السجن منذ جويلية 2021 رغم صدور خمسة أحكام بالبراءة لفائدته، وذلك في ما يُعتبر حالة تعسف قضائي صارخة. تعود قضية عبيشو إلى اتهامات بتكوين شبكة مخدرات تعود إلى سنة 2008، استندت إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب في عهد بن علي، وتواصلت ملاحقته حتى بعد إسقاطها مرارًا، مما دفع منظمات حقوقية إلى التنديد بالانتهاكات التي طالت محاكمته واحتجازه…

المهدي بن حميدة

احتجاجًا على مواصلة احتجازه دون محاكمة: الناشط مهدي بن حميدة يواصل إضرابه عن الطعام

06 أوت (أغسطس) 2025 – يواصل الناشط الحقوقي التونسي- السويسري مهدي بن حميدة إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 3 أوت 2025 داخل سجن بلّي جنوب شرق العاصمة، احتجاجًا على ما اعتبره مسارًا قضائيًا تعسفيًا وامتناعاً متكرراً عن توفير محاكمة عادلة، بعد إيقافه يوم 14 فيفري (فبراير) 2025 لحظة وصوله إلى مطار تونس قرطاج لزيارة والدته المسنّة…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.