Skip links

سجن الفنان محمد الطاهر الدريدي على خلفية دعواته لمقاطعة داعمي التطبيع ومناصرته لغزة

محمد طاهر الدريدي

25 أوت (أغسطس) 2025 – أصدر قاضي التحقيق بطاقة إيداع بالسجن في حق الممثل والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي محمد الطاهر الدريدي، بموجب المرسوم 54 وذلك على خلفية مقاطع فيديو نشرها سنة 2023 عبّر فيها عن دعمه للقضية الفلسطينية ودعا إلى مقاطعة المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي من صناع المحتوى والمشاهير في تونس.

وقد تم إيقاف الدريدي بتاريخ 21 أوت الجاري، عقب فتح تحقيق عدلي بناءً على محتوى رقمي اعتُبر مسيئًا لبعض الشخصيات العامة، لا سيما بعد أن تقدّم عدد من المؤثرين بشكاوى رسمية ضده بسبب ما اعتبروه “تحريضًا مباشرًا” و”تشويهًا لسمعتهم” في مقاطع مصوّرة دعا فيها إلى “فضح المطبعين” و”عدم الصمت على الجرائم في غزة”.

خلفية القضية:

محمد الطاهر الدريدي هو ممثل تونسي معروف ومؤثر رقمي ينشط على عدة منصات اجتماعية. وقد سبق أن أثار جدلًا بمواقفه السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية، لكنه لم يسبق أن تعرّض لتتبعات عدلية بسبب ذلك. وتزامن اعتقاله الأخير مع موجة تضييق متصاعدة في تونس طالت عدداً من الأصوات المدافعة عن فلسطين، من بينهم ناشطون رقميون دعوا إلى مقاطعة الفنانين الذين زاروا إسرائيل أو عبروا عن مواقف متسامحة مع التطبيع.

من جهتها، عبّرت منظمات داعمة للقضية الفلسطينية عن استغرابها من ايقاف الدريدي، معتبرة أن “التعبير عن دعم الشعب الفلسطيني لا يجب أن يكون جريمة في دولة تعتبر التطبيع خيانة عظمى”. ودعت منظمات إلى الإفراج الفوري عنه مع التأكيد على أن حرية التعبير تشمل الحق في مقاطعة المطبعين ومعارضة الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • الإفراج الفوري وغير المشروط عن محمد الطاهر الدريدي.

  • وقف كل الملاحقات القائمة على خلفية التعبير عن الرأي، خصوصًا في ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية أو مناهضة التطبيع.

  • احترام التزامات الدولة التونسية في مجال حرية التعبير وحقوق الإنسان.

  • فتح تحقيق في ظروف الاعتقال ودوافع الملاحقة القضائية التي يبدو أنها ذات طابع سياسي.

شارك

المزيد من المقالات

مراد المسعودي

بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية: إيداع القاضي مراد المسعودي السجن بعد اعتقاله وتعنيفه أمام عائلته

16 أوت (أغسطس) 2025 – أُودع القاضي مراد المسعودي السجن تنفيذًا لحكم غيابي صدر في 2024، رغم إيقاف تنفيذ قرار عزله من قبل المحكمة الإدارية. وتعود القضية إلى اتهامات بتدليس تزكيات الترشح للانتخابات الرئاسية الماضية، وهي التهم التي نفاها مراد المسعودي جملة وتفصيلًا، وأكد -الى جانب هيئة الدفاع- انها ذات خلفية سياسية…

مراد المسعودي

اعتقال القاضي مراد المسعودي واقتحام منزل أصهاره دون اذن قضائي وضربه أمام أسرته في الشارع

15 أوت (أغسطس) 2025 – تعرّض القاضي مراد المسعودي، مساء الجمعة، لعملية اعتقال عنيفة من قبل عناصر بزي مدني، في أحد شوارع العاصمة، قبل أن يُقتاد إلى جهة مجهولة، في ظروف ترتقي إلى مستوى الاختفاء القسري. وأفادت مصادر متطابقة أنّ عناصر الأمن اعتدوا عليه جسديًا أمام ابنته وأطفال من عائلة زوجته، وأصابوا شقيقة زوجته التي نُقلت على جناح السرعة إلى المستشفى، قبل أن يقتحموا منزل أصهاره بعنف، دون إذن قضائي…

اونسي عبيشو

أونسي عبيشو: أُدين في عهد بن علي وحوكم بالمؤبد منذ 2021 رغم تبرئته قضائيا خمس مرات

08 أوت (أغسطس) 2025 – يقبع أونسي عبيشو وهو مواطن تونسي فرنسي، في السجن منذ جويلية 2021 رغم صدور خمسة أحكام بالبراءة لفائدته، وذلك في ما يُعتبر حالة تعسف قضائي صارخة. تعود قضية عبيشو إلى اتهامات بتكوين شبكة مخدرات تعود إلى سنة 2008، استندت إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب في عهد بن علي، وتواصلت ملاحقته حتى بعد إسقاطها مرارًا، مما دفع منظمات حقوقية إلى التنديد بالانتهاكات التي طالت محاكمته واحتجازه…

المهدي بن حميدة

احتجاجًا على مواصلة احتجازه دون محاكمة: الناشط مهدي بن حميدة يواصل إضرابه عن الطعام

06 أوت (أغسطس) 2025 – يواصل الناشط الحقوقي التونسي- السويسري مهدي بن حميدة إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 3 أوت 2025 داخل سجن بلّي جنوب شرق العاصمة، احتجاجًا على ما اعتبره مسارًا قضائيًا تعسفيًا وامتناعاً متكرراً عن توفير محاكمة عادلة، بعد إيقافه يوم 14 فيفري (فبراير) 2025 لحظة وصوله إلى مطار تونس قرطاج لزيارة والدته المسنّة…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.