Skip links

القضاء يصدر أحكامًا قاسية في “قضية التآمر 2”: محاكمة جماعية على أساس شهادة وحيدة مجهولة الهوية

9 جويلية (يوليو) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، مساء 8 جويلية 2025، أحكامًا ابتدائية بالسجن تراوحت بين 12 و35 سنة ضد 21 متهمًا في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”قضية التآمر على أمن الدولة 2″، بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي (14 سنة)، ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد (35 سنة غيابيًا)، وقيادات سياسية وأمنية بارزة مثل عبد الكريم العبيدي، محرز الزواري، الحبيب اللوز، نادية عكاشة، رفيق عبد السلام، ومعاذ الغنوشي.

شملت الأحكام:

  • 14 سنة لراشد الغنوشي.
  • 12 سنة سجن لكل من الحبيب اللوز ومحرز الزواري وعبد الكريم العبيدي وفتحي البلدي وسمير الحناشي وريّان الحمزاوي.

  • 35 سنة سجن مع النفاذ العاجل للمحكومين غيابيًا في حالة فرار.

  • إسقاط الدعوى عن أحد المتهمين لعدم كفاية الأدلة.

وقد رفض المتهمون حضور الجلسات عن بُعد، معتبرين أن المحاكمة لا تضمن حقوق الدفاع. كما لم تُمنح هيئة الدفاع فرصة المرافعة الختامية، في ظل حرمان المتهمين من الحضور العلني.


خلفية القضية:

تندرج هذه المحاكمة ضمن موجة المحاكمات الجماعية التي تلت إعلان قيس سعيّد “التدابير الاستثنائية” في 25 جويلية 2021، والتي طالت معارضين سياسيين بارزين. وتُعد “قضية التآمر 2” استمرارًا لمنهجية سابقة تم اعتمادها في “قضية التآمر 1″، التي حُكم فيها على أكثر من 30 معارضًا في أفريل 2025 بأحكام جماعية تراوحت بين 13 و66 سنة.

وبحسب متابعة مرصد الحرية لتونس، فإن هذه القضايا تُوظف فيها تهم خطيرة مثل “الإرهاب” و”قلب نظام الحكم” و”التخابر مع جهات أجنبية”، دون وجود أفعال مادية أو أدلة موثوقة. بل ترتكز القضية الحالية على شهادة وحيدة لشاهد مجهول الهوية تُناقضها عدة روايات أخرى، وتفتقر لأي إثباتات مادية، ما يجعل توصيفها كقضية إرهاب محلاً للتشكيك القانوني.

يمكنكم الاطلاع على تفاصيل القضية الخروقات القانونية المتعلقة بها عبر هذا الرابط:
ملف التآمر على أمن الدولة 2: قضية مبنية على شهادة واحدة محجوبة ومتضاربة بين شخصيات لا رابط بينها

📌 يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • إسقاط الأحكام الجائرة في هذه القضية وكل القضايا المشابهة ذات الخلفية السياسية.

  • الإفراج الفوري عن جميع الموقوفين، لا سيما أن عددًا منهم تجاوز مدة الإيقاف القانونية دون حكم نهائي.

  • فتح تحقيق مستقل ومحايد في التجاوزات الإجرائية التي رافقت البحث والمحاكمة، خصوصًا اعتماد المحكمة على شاهد سري واحد تم إخفاء هويته عن الدفاع.

  • دعوة المقرر الأممي الخاص باستقلال القضاء والمحامين لزيارة تونس وتقصي الانتهاكات في هذا الملف.

  • دعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف استغلال القضاء في تصفية المعارضين السياسيين وتعليق كل أشكال التعاون القضائي والأمني مع تونس إلى حين احترام المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.

يرى مرصد الحرية لتونس أن الأحكام الصادرة تمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف الخصوم السياسيين عبر واجهة قانونية مهترئة، وتعكس انهيار ضمانات المحاكمة العادلة واستقلال القضاء، مما يُهدد استقرار البلاد ويزيد من حالة الاحتقان والانغلاق السياسي.

  • قائمة المتهمين

– في الإيقاف:

  1. راشد الغنوشي
  2. كمال البدوي
  3. ريان الحمزاوي
  4. عبد الكريم العبيدي
  5. محرز الزواري
  6. سمير الحنّاشي
  7. علي العريض
  8. الحبيب اللوز
  9. فتحي البلدي

– في حالة سراح:

  1. رضا العياري
  2. نبيل البوليفي
  3. الصادق شورو

– في حالة فرار أو خارج البلاد:

  1. رفيق يحيى
  2. معاذ الخريجي
  3. نادية عكاشة
  4. شهرزاد عكاشة
  5. عبد القادر فرحات
  6. كمال القيزاني
  7. لطفي زيتون
  8. يوسف الشاهد
  9. ماهر زيد
  10. مصطفى خذر
  11. عادل الدعداع
  12. رفيق عبد السلام

شارك

المزيد من المقالات

صابر شوشان

الحكم بالإعدام على مواطن بسبب تدوينات تنتقد الرئيس: خروقات جسيمة وإجراءات باطلة

04 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدرت المحكمة الابتدائية بنابل حكمًا بالإعدام ضدّ المواطن صابر شوشان (56 سنة)، بعد إدانته بتهم تتعلق بـ”إهانة رئيس الجمهورية” و”الاعتداء على أمن الدولة الداخلي”، استنادًا إلى منشورات وتدوينات على موقع فايسبوك. ويُعدّ هذا الحكم سابقة خطيرة في تاريخ القضاء التونسي بعد 2011، ويمثل تصعيدًا غير مسبوق ضد حرية التعبير والرأي في البلاد…

منع محمد بن سالم من إجراء عملية جراحية بالمنظار في العاصمة ومواصلة فرض إقامته الجبرية

02 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أكدت عائلة الوزير الأسبق محمد بن سالم أنّ السلطات التونسية منعته من التنقل إلى العاصمة لإجراء عملية جراحية دقيقة بالمنظار، ما اضطره إلى الخضوع للجراحة بالطريقة التقليدية في مدينة قابس لغياب التجهيزات الطبية اللازمة. ويعتبر هذا القرار شكلاً من أشكال التنكيل السياسي، خاصة وأنّ بن سالم خرج من السجن على كرسي متحرك ويعاني من أمراض مزمنة وهو في سن الـ 72 عاما…

رفض الإفراج عن العكرمي واللوز يعمّق المخاوف من المحاكمات ذات الطابع السياسي

04 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية لقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس تأجيل النظر في الملف المتعلق بوكيل الجمهورية الأسبق البشير العكرمي والقيادي بالحركة الحبيب اللّوز إلى نوفمبر القادم، مع رفض جميع طلبات الإفراج عنهما…

حكم بالإعدام على مواطن بسبب تدوينات فايسبوك يثير صدمة حقوقية في تونس

03 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل حكمًا ابتدائيا بالإعدام ضد مواطن تونسي على خلفية تدوينات نشرها على موقع فايسبوك، وذلك بتُهم ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية (الفصل 67 من المجلة الجزائية)، ونشر أخبار زائفة تستهدف موظفًا عموميًا أو شبهه (الفصل 24 من المرسوم 54)، والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة (الفصل 72 من المجلة الجزائية). وهي من بين أكثر التهم توظيفًا في المحاكمات السياسية وقضايا الرأي في تونس خلال السنوات الأخيرة…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.