Skip links

أوقفوا استهداف جمعية القضاة التونسيين: قصر العدالة ليس ساحة صراعات سياسية

يشهد المرفق القضائي منذ حلّ المجلس الأعلى للقضاء في فيفري (فبراير) 2022 وعزل 49 قاضيا بطريقة تعسفية٬ استهدافا متواصلا ومحاولات غير مسبوقة لتطويعه للعمل تحت أوامر السلطة التنفيذية.
يدعو مرصد الحرية لتونس السلطات التونسية إلى التوقف عن تقويض الضمانات الدستورية والقانونية لاستقلال السلطة القضائية، وذلك في أعقاب الحادثة الخطيرة التي وقعت يوم السبت 18 جانفي (يناير) 2025 بمقر جمعية القضاة التونسيين.
وفقًا لبيان جمعية القضاة التونسيين، اقتحمت المساعدة الأولى لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس مقر الجمعية برفقة أحد أعوان الأمن، مطالبة بإخلاء المقر الفوري أثناء انعقاد اجتماع المكتب التنفيذي للجمعية. ويُعتبر هذا الاعتداء انتهاكًا صارخًا لحقوق القضاة في التنظيم والتعبير، ويمثل تهديدًا مباشرًا لاستقلالية القضاء وللدور المحوري الذي يلعبه في حماية الحقوق والحريات.

يُدين المرصد بشدة هذا الاعتداء ويعبر عن قلقه العميق إزاء:
1.⁠ ⁠انتهاك حق القضاة في الاجتماع والتنظم: تمثل الحادثة سابقة خطيرة في استهداف القضاة والتضييق على دورهم في الدفاع عن الضمانات الأساسية لاستقلال السلطة القضائية.
2.⁠ ⁠تزايد الضغوط التنفيذية على القضاء: إن تمادي السلطة التنفيذية في استهداف القضاة وهياكلهم الممثلة يهدد دولة القانون ويقوض الثقة في المؤسسات.
3.⁠ ⁠تورط بعض المسؤولين القضائيين: ندين بشدة قبول بعض المسؤولين القضائيين (على غرار وكيل الجمهورية ومساعدته) أن يكونوا أدوات لتطبيق سياسات تقوض استقلال القضاء، مما يضر بصورة القضاء التونسي ويزيد من خطر تبعيته للسلطة التنفيذية.

يدعو المرصد السلطات التونسية إلى:
1.⁠ ⁠وقف فوري لجميع التدخلات في شؤون القضاء والالتزام بالضمانات الدستورية التي تحمي استقلاليته وهياكله.
2.⁠ ⁠الالتزام بالمعايير الدولية التي وقعتها تونس بما في ذلك المبادئ الأساسية لاستقلال السلطة القضائية للأمم المتحدة والاتفاقيات المتعلقة بالحرية النقابية.
3.⁠ ⁠حماية القضاة ووضع حد لجميع أشكال الضغط والترهيب الموجهة ضدهم بعيدًا عن كل ضغوط سياسية.

كما يحث المرصد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على تكثيف الجهود لمتابعة هذا التصعيد الخطير ضد السلطة القضائية، والتصدي لمحاولات تقويض سيادة القانون.
ونؤكد أن أي مساس باستقلالية القضاء يُشكل خطرًا على الحريات الأساسية كما نؤكد التزامنا بمواصلة الدفاع عن استقلال القضاء والعمل مع جميع الشركاء الوطنيين والدوليين من أجل حماية الديمقراطية والعدالة.

شارك

المزيد من المقالات

الإهمال الطبي ورفض الإفراج عن علي الغدامسي رغم اصابته بالسرطان ينتهي بوفاته في السجن

تونس، 30 مارس (آذار) 2025 – توفي صباح اليوم رجل الأعمال التونسي علي الغدامسي (65 سنة) بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة، بعد إقامة استمرت أكثر من أسبوع بقسم الأمراض الصدرية، إثر تدهور حاد في وضعه الصحي داخل السجن المدني بالمسعدين، حيث كان موقوفًا منذ أشهر رغم معاناته من أمراض مزمنة وخطيرة.

رفض الإفراج عن وزير البيئة الأسبق شكري بلحسن والنائب محمد الصالح اللطيفي وتأجيل محاكمتهما

تونس، 26 مارس (آذار) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس رفض مطلب الإفراج عن وزير البيئة الأسبق شكري بلحسن والنائب السابق محمد الصالح اللطيفي، مع تأجيل النظر في الملف إلى جلسة يوم 10 أفريل (نيسان) 2025…

أحكام بالسجن ضدّ سيف مخلوف والصحبي صمارة ونائبة عن النهضة في قضية “اعتداء البرلمان”

تونس، 26 مارس (آذار) 2025 – أصدرت الدائرة الجناحية التاسعة بالمحكمة الابتدائية بتونس، اليوم، أحكامًا بالسجن ضدّ ثلاثة نواب سابقين على خلفية أحداث وقعت داخل البرلمان خلال سنة 2021، فيما يُعرف إعلاميًا بقضية “الاعتداء على عبير موسي”.

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.