Skip links

فرقة مكافحة الإرهاب تعتقل صحفيا بمكتب الجزيرة بتونس

أكدت تقارير إعلامية يوم الخميس 4 جانفي / يناير 2024 أن فرقة مكافحة الإرهاب اعتقلت سمير ساسي الصحفي بمكتب قناة الجزيرة في تونس، واقتادته إلى جهة مجهولة دون معرفة أسباب الاعتقال في وقت متأخر من ليلة الإربعاء.

وأفاد الأستاذ مختار الجماعي، محامي الصحفي انه لم يتوصل لمعرفة مكانه في إشارة لعدم تجاوب السلطات معه قبل أن يشير الى انه موقوف على ذمة النيابة العمومية بمحكمة أريانة.

وأبرز موقع الجزيرة أن فرقة مكافحة الإرهاب داهمت المنزل، وحجزت بعض الكتب وهواتف أبناء المعتقل وفتشت منزله.

وعلى غرار عديد النشطاء والسياسيين والصحفيين أقدمت السلطات الأمنية التونسية على خرق القوانين المعمول بها والمواثيق الدولية والتي تنص على وجوب ارسال استدعاء للمثول امام التحقيق وعدم تفتيش المنزل الا بعد الاستظهار بإذن رسمي من وكيل الجمهورية وهو ما لم يحدث وفق مصادر خاصة لمرصد الحرية لتونس.

ورغم أن القانون عدد 5 لسنة 2016 مؤرخ في 16 فيفري 2016 والمتعلق بتنقيح وإتمام بعض أحكام مجلة الإجراءات الجزائية، يسمح للنيابة العامة أو قاضي التحقيق بتأخير الاتصال بمحام لـ 48 ساعة بعد الاحتجاز في القضايا التي تنطوي على اتهامات تتعلق بالإرهاب، الا انه ينص على التزام جديد للشرطة “بإعلام المحتجزين وعائلاتهم بحقهم في الحصول على مساعدة من محام” وتقديم تفاصيل حول التهم الموجهة اليه ومكان احتجازه.

 وللتذكير فقط قرّر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة يوم الاثنين مطلع جانفي/ يناير 2024، إيداع الصحفي زياد الهاني السجن على أن يُعرض للمحاكمة بعد عشرة أيام.

وسبق ان دعت نقابة الصحفيين التونسيين في بيان (الأربعاء  3جانفي / يناير الجاري) لها النظر في مسألة اعتقال وملاحقة الصحفيين باللجوء إلى قانون مكافحة الإرهاب والقانون الجنائي والقوانين التي تراقب حرية التعبير، لا سيما مع وجود 3 صحفيين معتقلين حاليا بتهم إرهاب.

ونشرت النقابة بيانا آخر يوم الخميس نددت فيه بعملية الاحتجاز التعسفي التي قامت بها فرقة الحرس الوطني بحي التضامن (تابع لمحافظة أريانة) لأكثر من 12 ساعة واعتبرت اقتياد الصحفي سمير  ساسي دون إعلام العائلة بوجهته ودون تمكينه من الاتصال بعائلته أو بمحاميه أو مؤسسته أو الهياكل المهنية ضربا لجوهر حق الدفاع.

وجاء في البيان أن نقابة الصحفيين التونسيين  قد “باشرت البحث عن الصحفي مدعمة بالمحامين المكلفين من قبلها ومن قبل مكتب الجزيرة بتونس طيلة الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس ولم تتمكن من معرفة مكان ساسي الا بعد منتصف نهار الخميس 4 جانفي 2024”.

وأشار البيان أن الصحفي سمير ساسي “رفض التحدث او الادلاء بأي أقوال الى حين حضور محامي أثناء انطلاق التحقيق والبحث معه.”

من جهتها أعربت لجنة حماية الصحفيين عن خوفها من التقارير التي وصلتها بخصوص اعتقال سمير ساسي وطالبت السلطات التونسية بإطلاق سراحه الفوري وغير المشروط.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في لجنة حماية الصحفيين في واشنطن العاصمة: “من خلال اعتقال صحفيين اثنين في أسبوع واحد، يوضح الرئيس قيس سعيد أن حكومته لا تتسامح مطلقًا مع حرية الصحافة والصحافة المستقلة” وأضاف “يجب على السلطات التونسية أن تفرج فوراً ودون قيد أو شرط عن صحفي الجزيرة سمير ساسي وصحفي IFM زياد الهاني، والكف عن مضايقة الصحفيين بسبب عملهم”.

ويدعو مرصد الحرية لتونس السلطات التونسية الكف عن ملاحقة الصحفيين وكل من يعبر عن رأيه ويدعو مختلف الجهات المدافعة عن حرية التعبير والرأي والفكر للتحرك والنضال من أجل ردع الممارسات اللاقانونية التي تستعملها السلطات الأمنية والسياسية لاستهداف المواطنين.

كما يدعو الحكومة ووزارة العدل لاطلاق كافة الصحفيين المعتقلين فورا دون قيد او شرط، ومراجعة السياسات الأمنية والكف عن تدجين المحاكم واسداء التعليمات للقضاة.

المصادر:

مصدر الخبر الأصلي: موقع الجزيرة نت تحت عنوان: فرقة مكافحة الإرهاب بتونس تعتقل الزميل سمير ساسي

القانون عدد 5 لسنة 2016 مؤرخ في 16 فيفري 2016 والمتعلق بتنقيح وإتمام بعض أحكام مجلة الإجراءات الجزائية

بيان نقابة الصحفيين التونسيين بخصوص اعتقال الصحفي سمير ساسي والصادر في 04-01-2024

بيان لجنة حماية الصحفيين  Comité pour la protection des journalistes: CPJ

*الصورة الخارجية لموقع مدينة الثقافة في 17 أفريل 2019 على منصة يوتوب

شارك

المزيد من المقالات

تدهور الحالة الصحية للسيد الفرجاني واستمرار إضراب جوهر بن مبارك عن الطعام: مرصد الحرية لتونس يطالب بتدخل طبي عاجل وتحقيق مستقل

6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 – يُتابع مرصد الحرية لتونس بانشغال بالغ تطوّر الوضع الصحي لكلّ من السيد الفرجاني، النائب السابق والقيادي السياسي الموقوف، والأستاذ جوهر بن مبارك، الناشط الحقوقي والجامعي، على خلفية دخولهما في إضرابات عن الطعام داخل السجن احتجاجًا على ما يعتبرانه ظلمًا وتعسفًا في التتبعات القضائية وظروف الاحتجاز…

تعليق نشاط المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب ومرصد شاهد لمراقبة الانتخابات لمدة شهر

أصدرت السلطات التونسية قرارات جديدة تقضي بـ تعليق نشاط جمعيتين إضافيتين من أبرز مكونات المجتمع المدني، وهما المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب – فرع تونس (OMCT) وجمعية مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية، وذلك لمدة 30 يومًا قابلة للتمديد…

رضا شرف الدين

تثبيت الحكم بسجن رضا شرف الدين ثلاث سنوات وخطايا بـ72 مليون دينار في ملفّ تحويل الأموال إلى الخارج

3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 – أقرّت الدائرة الجناحية المختصّة في قضايا الفساد المالي بمحكمة الاستئناف بتونس الحكم الابتدائي الصادر ضدّ رجل الأعمال والنائب السابق رضا شرف الدين، والقاضي بسجنه مدة ثلاث سنوات وتغريمه بخطايا مالية تقدَّر بنحو 72 مليون دينار تونسي، وذلك في ما يُعرف بـ”ملفّ تحويل الأموال إلى الخارج دون ترخيص من البنك المركزي”….

التمويل الأجنبي شماعة السلطة لقمع الفضاء المدني في تونس: مخاوف من الارتداد عن مرسوم الثورة

تثبت التجارب المقارنة أن وجود مجتمع مدني قوي وممول جزئياً من الخارج لا يتعارض مع سيادة الدولة أو استقرارها إذا توفرت الإرادة السياسية لفهم دوره كشريك لا كخصم. فالدول الواثقة من نفسها ترحّب بمساهمة الجمعيات في تنمية المجتمع ورعاية الفئات الهشة ومراقبة الشأن العام، وتدرك أن الدعم الدولي لهذه المنظمات يمكن أن يكون سنداً لتنفيذ التزامات الدولة نفسها  (مثلاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة أو تحسين حقوق الإنسان) وعلى النقيض، فإن النظم التي تعاني أزمة شرعية هي التي تميل لإخماد أي صوت مستقل وتجريم أي عون خارجي له، ظناً أن ذلك يحميها، لكنه في الواقع يزيدها عزلة ويُفقدها ثقة مواطنيها والعالم…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.