Skip links

عامان سجنًا لعبير موسي بسبب انتقادها للهيئة العليا المستقلة للانتخابات

عبير موسي

تونس، 13 جوان (يونيو) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، يوم الخميس، حكمًا يقضي بسجن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي مدة عامين اثنين، وذلك في إطار القضية التي رفعتها ضدها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

خلفية القضية: صراع سياسي يتحوّل إلى مسار قضائي

تعود القضية إلى شكاية تقدمت بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ضد عبير موسي، على خلفية تصريحات إعلامية ومواقف سياسية وجهت فيها انتقادات لعمل الهيئة خلال مراحل الإعداد للاستحقاقات الانتخابية، خاصة في ما يتعلّق بالانتخابات التشريعية لسنة 2022.

وتأتي هذه المحاكمة ضمن سلسلة من القضايا التي تواجهها موسي منذ سنوات، شملت عدة تتبعات شكا فيها فريق دفاعها مرارًا من غياب الشفافية، وتداخل الأبعاد السياسية في خلفية المحاكمات، وتوظيف الهيئات العمومية لمقاضاة الأصوات المعارضة.

ملاحقات متعددة في مناخ سياسي منغلق

يرى مرصد الحرية لتونس أن إصدار حكم بالسجن ضد عبير موسي في قضية تتعلّق بانتقاد هيئة عمومية يشكل انحرافًا خطيرًا فيما يتعلق بحرية التعبير السياسي، خاصة حين يتعلق الأمر بنقد مؤسسات يفترض خضوعها للمساءلة العلنية.

ويُسجل المرصد أن هذه المحاكمة تأتي في سياق سياسي أوسع تميّز بتكثيف الملاحقات ضد معارضين سياسيين من مختلف التوجهات، وهو ما يعكس مسارًا ممنهجًا لإغلاق وتحييد الحقل السياسي وتجريم النقد، سواء عبر المرسوم 54 أو عبر تفعيل تهم ذات صبغة جنائية مبنية على شكايات الهيئات الرسمية.

يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • إلغاء الأحكام التي تُجرّم الخطاب النقدي المشروع ضد المؤسسات العمومية؛

  • ضمان محاكمة عادلة لكل المعارضين السياسيين بعيدًا عن التوظيف الانتقائي للقضاء؛

  • الكف عن توظيف الهيئات العمومية، ومنها هيئة الانتخابات، كأطراف في ملاحقة المعارضين السياسيين؛

  • حماية حرية التعبير والرأي السياسي كحق دستوري وأحد أعمدة النظام الديمقراطي.

ويؤكد المرصد أن استمرار ملاحقة المعارضين بموجب شكايات مؤسسات الدولة يهدد المسار الديمقراطي ويدفع البلاد نحو حالة من الانغلاق السياسي الشامل.

شارك

المزيد من المقالات

محمد طاهر الدريدي

سجن الفنان محمد الطاهر الدريدي على خلفية دعواته لمقاطعة داعمي التطبيع ومناصرته لغزة

25 أوت (أغسطس) 2025 – أصدر قاضي التحقيق في تونس بطاقة إيداع بالسجن في حق الممثل والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي محمد الطاهر الدريدي، وذلك على خلفية مقاطع فيديو نشرها سنة 2023 عبّر فيها عن دعمه للقضية الفلسطينية ودعا إلى مقاطعة المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي من صناع المحتوى والمشاهير في تونس.

وقد تم إيقاف الدريدي بتاريخ 21 أوت الجاري، عقب فتح تحقيق عدلي بناءً على محتوى رقمي اعتُبر مسيئًا لبعض الشخصيات العامة، لا سيما بعد أن تقدّم عدد من المؤثرين بشكاوى رسمية ضده بسبب ما اعتبروه “تحريضًا مباشرًا” و”تشويهًا لسمعتهم” في مقاطع مصوّرة دعا فيها إلى “فضح المطبعين” و”عدم الصمت على الجرائم في غزة”.

مراد المسعودي

بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية: إيداع القاضي مراد المسعودي السجن بعد اعتقاله وتعنيفه أمام عائلته

16 أوت (أغسطس) 2025 – أُودع القاضي مراد المسعودي السجن تنفيذًا لحكم غيابي صدر في 2024، رغم إيقاف تنفيذ قرار عزله من قبل المحكمة الإدارية. وتعود القضية إلى اتهامات بتدليس تزكيات الترشح للانتخابات الرئاسية الماضية، وهي التهم التي نفاها مراد المسعودي جملة وتفصيلًا، وأكد -الى جانب هيئة الدفاع- انها ذات خلفية سياسية…

مراد المسعودي

اعتقال القاضي مراد المسعودي واقتحام منزل أصهاره دون اذن قضائي وضربه أمام أسرته في الشارع

15 أوت (أغسطس) 2025 – تعرّض القاضي مراد المسعودي، مساء الجمعة، لعملية اعتقال عنيفة من قبل عناصر بزي مدني، في أحد شوارع العاصمة، قبل أن يُقتاد إلى جهة مجهولة، في ظروف ترتقي إلى مستوى الاختفاء القسري. وأفادت مصادر متطابقة أنّ عناصر الأمن اعتدوا عليه جسديًا أمام ابنته وأطفال من عائلة زوجته، وأصابوا شقيقة زوجته التي نُقلت على جناح السرعة إلى المستشفى، قبل أن يقتحموا منزل أصهاره بعنف، دون إذن قضائي…

اونسي عبيشو

أونسي عبيشو: أُدين في عهد بن علي وحوكم بالمؤبد منذ 2021 رغم تبرئته قضائيا خمس مرات

08 أوت (أغسطس) 2025 – يقبع أونسي عبيشو وهو مواطن تونسي فرنسي، في السجن منذ جويلية 2021 رغم صدور خمسة أحكام بالبراءة لفائدته، وذلك في ما يُعتبر حالة تعسف قضائي صارخة. تعود قضية عبيشو إلى اتهامات بتكوين شبكة مخدرات تعود إلى سنة 2008، استندت إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب في عهد بن علي، وتواصلت ملاحقته حتى بعد إسقاطها مرارًا، مما دفع منظمات حقوقية إلى التنديد بالانتهاكات التي طالت محاكمته واحتجازه…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.