Skip links

رفض الإفراج عن العكرمي واللوز يعمّق المخاوف من المحاكمات ذات الطابع السياسي

04 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية لقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس تأجيل النظر في الملف المتعلق بوكيل الجمهورية الأسبق البشير العكرمي والقيادي بالحركة الحبيب اللّوز إلى نوفمبر القادم، مع رفض جميع طلبات الإفراج عنهما.

خلفية القضية:
تعود جذور هذا الملف إلى إحالة دائرة الاتهام المختصة بقضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف في تونس لكل من البشير العكرمي والحبيب اللّوز على الدائرة الجنائية المختصة لمقاضاتهما بتهم يُشار إليها بأنها ذات “طابع إرهابي”.
ويُضاف أن القضية تتضمّن ما يُعرَف بالقسم المفكَّك من ملف اغتيال السياسي شكري بلعيد، حيث يُتهم العكرمي بأعمال تتعلق بالإشراف القضائي أو التلاعب بالتحقيقات، بينما يُواجه اللّوز تتبعات قضائية سابقة صدرت ضدّه بطاقة إيداع بالسجن ضمن التحقيقات بهذا الملف.
كما يُشار إلى أن الدعوى المرفوعة ضد العكرمي تضمنت شكاية من حزب “الوطد” تتعلّق بفترة إشرافه على التحقيق في اغتيال شكري بلعيد، وهو ما يثير جدلاً حول مدى استقلالية الإجراءات والحياد في المسار القضائي.

يرى مرصد الحرية لتونس أن تأخير النظر ورفض الإفراج عن المتهمين، لا سيما بعد مرور وقت على الحجز، يطرح تساؤلات جدّية بخصوص مدة الايقاف قبل المحاكمة واحترام المبادئ الدولية.

كما يعتبر أن استمرار احتجاز الحبيب اللوز على هذا النحو، رغم وضوح مؤشرات الخطر الصحي، يُعدّ مخالفة صريحة لالتزامات الدولة في حماية السلامة الجسدية ومنع المعاملة القاسية أو اللاإنسانية، ويقتضي إطلاق سراح فوري لأسباب إنسانية. كما يلاحظ المرصد أن طول مدّة الإيقاف في القضية تجاوز المدة المعقولة، ويمكن قانونيًا وواقعيًا استبدال السجن بتدابير بديلة أقل مساسًا بالحقوق مثل تحجير السفر والإقامة الجبرية وتدابير المراقبة القضائية، بما يوازن بين مقتضيات العدالة وضمان الحقوق الأساسية. وفي ما يخص القاضي البشير العكرمي، يؤكد المرصد أن أي إجراءات يجب أن تُبنى على معايير الإثبات الصارمة، واحترام حق الدفاع، والعلنية والشفافية الإجرائية، بعيدًا عن أي تأثيرات أو ضغوط قد تمسّ استقلال القضاء.

📌 يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • الإفراج الفوري عن البشير العكرمي والحبيب اللّوز إذا لم تُقدّم أدلّة قانونية ملموسة تبرّر استمرار احتجازهما.

  • احترام مبدأ المحاكمة داخل آجال معقولة وضمان عدم التأخير المفرط في البتّ في القضية.

  • الكشف عن مبرّرات رفض الإفراج وعلانية الجلسات كضمان لشفافية المسار القضائي.

  • ضمان المعاملة الإنسانية للمتهمين داخل السجون، وحقهم في الرعاية الصحية والولوج إلى المحامين دون عوائق.

  • منع استخدام قوانين الإرهاب كأداة تقييد للحريات أو تسيس للملفات، وحماية استقلالية القضاء من التدخّل السياسي.

شارك

المزيد من المقالات

صابر شوشان

الحكم بالإعدام على مواطن بسبب تدوينات تنتقد الرئيس: خروقات جسيمة وإجراءات باطلة

04 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدرت المحكمة الابتدائية بنابل حكمًا بالإعدام ضدّ المواطن صابر شوشان (56 سنة)، بعد إدانته بتهم تتعلق بـ”إهانة رئيس الجمهورية” و”الاعتداء على أمن الدولة الداخلي”، استنادًا إلى منشورات وتدوينات على موقع فايسبوك. ويُعدّ هذا الحكم سابقة خطيرة في تاريخ القضاء التونسي بعد 2011، ويمثل تصعيدًا غير مسبوق ضد حرية التعبير والرأي في البلاد…

منع محمد بن سالم من إجراء عملية جراحية بالمنظار في العاصمة ومواصلة فرض إقامته الجبرية

02 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أكدت عائلة الوزير الأسبق محمد بن سالم أنّ السلطات التونسية منعته من التنقل إلى العاصمة لإجراء عملية جراحية دقيقة بالمنظار، ما اضطره إلى الخضوع للجراحة بالطريقة التقليدية في مدينة قابس لغياب التجهيزات الطبية اللازمة. ويعتبر هذا القرار شكلاً من أشكال التنكيل السياسي، خاصة وأنّ بن سالم خرج من السجن على كرسي متحرك ويعاني من أمراض مزمنة وهو في سن الـ 72 عاما…

حكم بالإعدام على مواطن بسبب تدوينات فايسبوك يثير صدمة حقوقية في تونس

03 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل حكمًا ابتدائيا بالإعدام ضد مواطن تونسي على خلفية تدوينات نشرها على موقع فايسبوك، وذلك بتُهم ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية (الفصل 67 من المجلة الجزائية)، ونشر أخبار زائفة تستهدف موظفًا عموميًا أو شبهه (الفصل 24 من المرسوم 54)، والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة (الفصل 72 من المجلة الجزائية). وهي من بين أكثر التهم توظيفًا في المحاكمات السياسية وقضايا الرأي في تونس خلال السنوات الأخيرة…

بطاقتي إيداع بالسجن في حق بثينة بن يغلان وأحمد عبد الكافي في قضية صندوق الودائع والأمانات

02 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدر قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي بطاقتي إيداع بالسجن في حق كل من رجل الأعمال أحمد عبد الكافي والمديرة العامة السابقة لصندوق الودائع والأمانات بثينة بن يغلان، وذلك في إطار الأبحاث المالية المتعلقة بالصندوق. كما شملت التحقيقات مديرًا عامًا سابقًا تم إيداعه بدوره السجن، مع تواصل أعمال الاستنطاق وسماع بقية الإطارات المعنية بالملف قبل اتخاذ قرارات قضائية إضافية…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.