Skip links

تأجيل محاكمة سنية الدهماني إلى 30 جوان: تراكم القضايا ضدها تحت غطاء المرسوم 54

تونس، 16 جوان (يونيو) 2025 – مثلت المحامية والإعلامية سنية الدهماني اليوم الاثنين أمام الدائرة الجناحية السادسة لدى المحكمة الابتدائية بتونس، في إطار المحاكمة الجارية بحقها بموجب المرسوم عدد 54 المتعلّق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال.

وقررت هيئة المحكمة تأجيل الجلسة إلى تاريخ 30 جوان 2025 كتأخير نهائي، استجابة لطلب هيئة الدفاع لإعداد المرافعات.

خلفية القضية: تجريم النقد الإعلامي وتكثيف الملفات القضائية

تُحاكم سنية الدهماني على خلفية تصريحات إعلامية تتعلّق بنقد الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس، تم تكييفها قضائيًا ضمن الفصل 24 من المرسوم 54 بتهم تتعلق بـ”إنتاج وإرسال وإعداد إشاعات كاذبة عبر شبكات الاتصال”، و”الإساءة للغير باستعمال الأنظمة المعلوماتية”.

وتُواجه الدهماني حاليًا خمس ملفات قضائية مختلفة مرتبطة جميعها بتصريحاتها الإعلامية:

  • أربعة ملفات صنفت كجنح بموجب المرسوم 54،

  • وملف خامس أحيل كجناية في ما بات يُعرف بـ”ملف السجون”.

المرسوم 54 يتحول إلى أداة ممنهجة لتجريم التعبير:

يعتبر مرصد الحرية لتونس أن تتبع سنية الدهماني عبر خمس ملفات متوازية يعكس توظيفًا ممنهجًا للقضاء بغرض معاقبة الأصوات الناقدة عبر تراكم القضايا، بما يُحوّل المرسوم 54 إلى سيف مسلط على حرية التعبير والإعلام في تونس.

ويُشير المرصد إلى أن توسيع المتابعات القضائية على خلفية آراء نقدية تمس من السياسات الحكومية أو الأوضاع الاقتصادية يمثل انحرافًا خطيرًا في وظائف القضاء، ويُرسخ مناخ التخويف تجاه الإعلاميين والمعلقين السياسيين.

يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • وقف ملاحقة سنية الدهماني وجميع الإعلاميين بموجب المرسوم 54 الذي يتعارض مع المعايير الدولية لحرية التعبير؛

  • إلغاء المرسوم أو مراجعته مراجعة جوهرية تحمي الحقوق الأساسية؛

  • ضمان المحاكمة العادلة وعدم تجزئة الملفات أو مضاعفة القضايا للضغط على الأصوات المستقلة؛

  • إبعاد القضاء عن أي توظيف سياسي أو أمني يمس من حق المواطن في نقد السياسات العامة ومحاسبة المسؤولين.

ويؤكد المرصد أن توسيع الدوائر القضائية في ملاحقة الإعلاميين تحت غطاء قوانين مكافحة الإشاعة والتضليل يهدد جوهر الحريات الديمقراطية في البلاد.

شارك

المزيد من المقالات

الصحبي عتيق حركة النهضة

تأجيل محاكمة الصحبي عتيق وإبقاؤه رهن الإيقاف: ملاحقات مالية تُخفي أبعادًا سياسية

تونس، 13 جوان (يونيو) 2025 – قررت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بأريانة، يوم الخميس، تأجيل النظر في القضية المرفوعة ضد القيادي بحركة النهضة الصحبي عتيق إلى موعد لاحق، استجابة لطلب الدفاع وانتظار استكمال بعض الأعمال التحضيرية القضائية.
وقد تقرّر في ذات الجلسة الإبقاء على الصحبي عتيق رهن الإيقاف التحفظي إلى حين البت في الملف…

عبير موسي

عامان سجنًا لعبير موسي بسبب انتقادها للهيئة العليا المستقلة للانتخابات

تونس، 13 جوان (يونيو) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، يوم الخميس، حكمًا يقضي بسجن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي مدة عامين اثنين، وذلك في إطار القضية التي رفعتها ضدها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات…

نبيل القروي

نبيل القروي وشقيقه في مرمى القضاء مجددًا: شبهة فساد قديم تتحرك وفق اعتبارات سياسية

تونس، 10 جوان (يونيو) 2025 – أصدرت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي بمحكمة الاستئناف بتونس، مؤخرًا، بطاقتي إيداع بالسجن في حق رجل الأعمال والمترشح السابق للانتخابات الرئاسية نبيل القروي وشقيقه غازي القروي، مع قرار بإحالتهما على أنظار الدائرة الجنائية المختصة لدى المحكمة الابتدائية بتونس لمحاكمتهما من أجل شبهات فساد مالي وإداري وتبييض أموال…

المديرة التنفيذية لجمعية تفعيل الحق في الاختلاف، السّيدة سلوى غريسة

بعد نصف سنة من السجن: تمديد الايقاف التحفظي لسلوى غريسة دون تهم واضحة ولا محاكمة

تونس، 10 جوان (يونيو) 2025 – قرّر قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية ببنزرت، التمديد لمدة أربعة أشهر إضافية في الإيقاف التحفظي ضد سلوى غريّسة، المديرة التنفيذية لجمعية “تفعيل الحق في الاختلاف”، وهي جمعية تُعنى بحقوق الأقليات في تونس، وذلك دون أن تُعرض على أي محكمة ودون تسجيل أي تطور جوهري في ملفها القضائي منذ إيداعها السجن في ديسمبر 2024…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.