06 أوت (أغسطس) 2025 – يواصل الناشط الحقوقي التونسي- السويسري مهدي بن حميدة إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 3 أوت 2025 داخل سجن بلّي جنوب شرق العاصمة (نابل)، احتجاجًا على المسار القضائي التعسفي وعدم توفير محاكمة عادلة له، بعد إيقافه يوم 14 فيفري (فبراير) 2025 لحظة وصوله إلى مطار تونس قرطاج لزيارة والدته المسنّة.
تم ايقاف بن حميدة بمقتضى تهم متعلقة بنشر تدوينات مزعومة عبر منصة “X” تمس من أمن الدولة، وهو ما ينفيه المتهم، خاصة في ظل غياب أية أدلة رقمية تدعم هذه التهم. حسب العائلة، تم تأجيل جلساته القضائية مرات عدة بذريعة عدم جاهزية التقارير الفنية لهاتفه المحمول، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على حجزه. وقد رفض قاضي التحقيق إطلاعه على رد فنّي رسمي صادر عن الوكالة الفنية للاتصالات، ما يشير إلى احتمال وجود إرادة مسبقة لتمديد إيقافه خارج الأُطر القانونية.
تفاصيل القضية:
قامت السلطات الامنية بايقاف بن حميدة فور وصوله إلى مطار تونس قرطاج، وتم التحفظ على جواز سفره السويسري وإرساله إلى التحقيق وأفادت عائلته بأن جلسات التحقيق تأجلت مرارًا بسبب “عدم جاهزية” التقارير الفنية لهاتفه المحمول، على الرغم من أن الأجهزة ذات الصلة أكدت أن الفحص جاهز، في حين تجاهل قاضي التحقيق هذا الرد الرسمي من الوكالة الفنية للاتصالات، مما يوحي بوجود نية مبيتة لاستمرار الإيقاف خارج الآجال القانونية.
وقد أمضى الناشط الحقوقي سبعة أسابيع دون سرير، في غرفة مكتظة تضم 90 موقوفًا رغم أن طاقتها لا تتجاوز 40، الأمر الذي اضطره للنوم على الأرض في ظروف صحية قاسية، ما أدى إلى تدهور ملحوظ في صحته النفسية والجسدية.
يرى مرصد الحرية لتونس أن حالة الناشط مهدي بن حميدة تمثّل مثالًا صارخًا للاحتجاز التعسفي واستمرار التعسف في الإيقاف التحفظي، في ظل عدم توفر أي أدلة مادية أو قانونية تدعم التهم الموجّهة إليه. ويُعد الإضراب عن الطعام وسيلة احتجاج أخيرة استخدمها بن حميدة للمطالبة بتطبيق العدالة وإيقاف نزيف الظلم الذي يمثّل استهدافًا لحرية التعبير ورأي مستقل. ويطالب المرصد بـ:
الإفراج الفوري وغير المشروط عن الناشط مهدي بن حميدة.
إسقاط جميع التهم التعسفية الموجهة إليه فورًا.
فتح تحقيق قضائي مستقل في ظروف ايقافه وتأجيل جلساته.
توفير رعاية طبية فورية وتغذية ملائمة لجميع المحتجزين في ظروف مشابهة، خاصة أولئك الذين يخوضون إضرابًا عن الطعام.
تحميل السلطات التونسية المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية والنفسية.