Skip links

هيومن رايتس ووتش: تونس تتجه نحو مزيد من القمع والتضييق على المعارضة

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2025 أنّ الحكومة التونسية كثفت قمعها للأصوات الناقدة وشددت حملتها على منظمات المجتمع المدني. وأوضحت المنظمة أن السلطات قوضت نزاهة الانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر الماضي، ووسعت من نطاق الاعتقالات السياسية والاحتجازات التعسفية، بما في ذلك ضد منافسين محتملين، كما عدّلت قانون الانتخابات قبل أيام قليلة من التصويت.

ذكر التقرير أنّ أكثر من 80 شخصًا، من بينهم معارضون سياسيون، نشطاء، محامون، وصحفيون، اعتُقلوا حتى نوفمبر لأسباب تتعلق بممارسة حقوقهم. كما استهدفت السلطات أعضاء المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي انتقدت سياسات الرئيس قيس سعيّد، ما أدى إلى خنق الفضاء العام المكتسب بعد الثورة.

أشار التقرير أيضًا إلى استمرار الانتهاكات ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، حيث استمرت قوات الأمن في ممارساتها دون محاسبة، بما في ذلك اعتقالات تعسفية لأفراد منظمات تساعد اللاجئين والمهاجرين. ورغم هذه الانتهاكات، استمر الاتحاد الأوروبي في دعم السلطات التونسية للسيطرة على الهجرة، وهو ما واجه انتقادات شديدة.

وأكدت المنظمة أن تونس تواجه أزمة متفاقمة على الصعيد الاقتصادي مع ارتفاع الدين العام والتضخم، مما أثر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومع ذلك، أقرّ البرلمان في 2024 جويلية (يوليو) قانونًا جديدًا أدى إلى الإفراج عن أكثر من 500 شخص كانوا مسجونين بسبب عدم سداد شيكات.

ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة التونسية إلى الإفراج عن المحتجزين تعسفًا وضمان حرية العمل لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. كما طالبت شركاء تونس الدوليين بالتنديد بالانتهاكات وحث الحكومة على احترام حقوق الإنسان والكف عن دعم سياسات الهجرة التي تنتهك الحقوق الأساسية.

شارك

المزيد من المقالات

رفض الإفراج عن وزير البيئة الأسبق شكري بلحسن والنائب محمد الصالح اللطيفي وتأجيل محاكمتهما

تونس، 26 مارس (آذار) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس رفض مطلب الإفراج عن وزير البيئة الأسبق شكري بلحسن والنائب السابق محمد الصالح اللطيفي، مع تأجيل النظر في الملف إلى جلسة يوم 10 أفريل (نيسان) 2025…

أحكام بالسجن ضدّ سيف مخلوف والصحبي صمارة ونائبة عن النهضة في قضية “اعتداء البرلمان”

تونس، 26 مارس (آذار) 2025 – أصدرت الدائرة الجناحية التاسعة بالمحكمة الابتدائية بتونس، اليوم، أحكامًا بالسجن ضدّ ثلاثة نواب سابقين على خلفية أحداث وقعت داخل البرلمان خلال سنة 2021، فيما يُعرف إعلاميًا بقضية “الاعتداء على عبير موسي”.

رفض تعقيب المتهمين في قضية “التآمر 2” وإحالتهم إلى الدائرة الجنائية

تونس، 26 مارس (آذار) 2025 – أصدرت إحدى الدوائر الجزائية بمحكمة التعقيب قرارًا يقضي برفض الطعون المقدمة في ما يُعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة 2″، وأحالت أكثر من 20 متهمًا إلى الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، على الحالة التي هم عليها.

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.