Skip links

رفض الإفراج عن عبد العزيز المخلوفي رغم مرور عام على إيقافه في ملف “هنشير الشعّال”

23 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – قرّرت دائرة الاتهام المختصة بقضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس رفض مطلب الإفراج عن رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي، الرئيس السابق للنادي الرياضي الصفاقسي والمدير التنفيذي لمجمع CHO Group (العلامة العالمية Terra Delyssa)، والإبقاء عليه قيد الإيقاف التحفظي في إطار التحقيقات الجارية حول شبهات فساد مالي وإداري بالمركب الفلاحي “هنشير الشعّال” بولاية صفاقس.

خلفية القضية:

تعود الوقائع إلى نوفمبر 2024، حين أصدر قاضي التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي بطاقة إيداع بالسجن بحق عبد العزيز المخلوفي، بعد زيارة غير معلنة أجراها رئيس الجمهورية إلى المركب الفلاحي “هنشير الشعّال” في 30 أكتوبر من العام نفسه. تلت تلك الزيارة حملة إيقافات شملت مسؤولين من وزارة الفلاحة ومدير المركب وعددًا من الإطارات الإدارية والمالية.

وتتعلق الاتهامات، وفق الوثائق القضائية، بـ”شبهات استغلال ملك عمومي فلاحي وتجاوزات في التصرّف المالي والإداري”، غير أنّ الملف لم يشهد إلى اليوم صدور قرار اتهام نهائي أو تقديم أدلة قاطعة تبرّر الإيقاف المطوّل.
وقد تقدّم المخلوفي بعدة مطالب للإفراج عنه (في أفريل، سبتمبر، وأكتوبر 2025)، لكنّ القضاء جدّد رفض الإفراج في كل مرة دون تعليل مفصّل، ما أثار انتقادات من هيئة الدفاع التي اعتبرت أنّ الملف “مبني على تأويلات وتوظيف سياسي”.

يعتبر مرصد الحرية لتونس أنّ استمرار إيقاف عبد العزيز المخلوفي لمدة تقارب السنة دون صدور حكم أو قرار اتهام واضح يمثّل خرقًا لمبدأ قرينة البراءة ومساسًا خطيرًا بحقّ المحاكمة في آجال معقولة.
ويرى المرصد أنّ قضية “هنشير الشعّال” اكتسبت طابعًا سياسيًا منذ انطلاقها، إذ تزامنت مع حملة رئاسية ضدّ رجال أعمال ومسؤولين سابقين، أُدرجت فيها ملفات اقتصادية بحتة ضمن قضايا فساد كبرى دون استكمال الأبحاث الفنية.

ويشير المرصد إلى أنّ عبد العزيز المخلوفي قدّم ما يفيد بتسوية عدد من الملفات المالية والديوانية بموجب الصلح مع الإدارة العامة للديوانة خلال 2024 و2025، في حين يظلّ موقوفًا فقط في ملف الشعّال، الذي لا تتوفّر فيه معطيات دقيقة حول الضرر الفعلي للإدارة أو استفادته الشخصية.

كما يلفت المرصد إلى أنّ غياب التعليل المفصّل في قرارات رفض الإفراج يشكّل إخلالًا إجرائيًا واضحًا، ويعكس استمرار ظاهرة الاحتجاز المطوّل دون ضرورة قضائية أو خطر حقيقي على سير العدالة.

 يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • الإفراج الفوري عن عبد العزيز المخلوفي ما لم تُقدَّم أدلة جدّية تُثبت تورطه في أفعال تندرج ضمن الفساد المالي.

  • احترام مبدأ المحاكمة في آجال معقولة ووقف تمديد الإيقاف التحفظي خارج الأطر القانونية المبرّرة.

  • تمكين الدفاع من الاطلاع الكامل على تقارير التفقد والمحاسبة المرتبطة بالمركب الفلاحي “هنشير الشعّال”.

  • فتح تحقيق مستقل حول ظروف فتح الملف القضائي والضغوط السياسية المصاحبة له عقب زيارة رئيس الجمهورية إلى صفاقس.

  • إعادة النظر في سياسة الإيقاف الاحتياطي في القضايا المالية والاقتصادية التي يجب أن تراعى فيها مصلحة الدولة دون المساس بالحقوق الفردية.

شارك

المزيد من المقالات

تأجيل محاكمة سامي الفهري في قضية صفقات اتصالات تونس الى شهر ديسمبر القادم

24 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – مثُل صاحب قناة الحوار التونسي، سامي الفهري، أمام الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالقطب القضائي المالي، في جلسة عقدت للنظر في قضية تتعلق بشبهات فساد مالي وإداري مرتبطة بعقود بين شركة اتصالات تونس وشركة DISTRICOM. وبعد مرافعات الدفاع وممثل المكلف العام بنزاعات الدولة، قررت الهيئة تأجيل المحاكمة إلى شهر ديسمبر 2025…

رفض الإفراج عن عبد الكريم سليمان رئيس جمعية “نماء تونس” في قضية التمويلات الأجنبية

24 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس رفض مطلب الإفراج عن عبد الكريم سليمان، رئيس جمعية نماء تونس والقيادي السابق بحركة النهضة، وتأجيل النظر في قضيته إلى موعد لاحق…

تأجيل النطق بالحكم في قضية الناشط البيئي خالد التياهي بسبب منشور حول انقطاع المياه بالمزونة

23 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان في قضية الناشط البيئي خالد التياهي، الذي يُحاكم على خلفية تدوينة نشرها على موقع فايسبوك حول انقطاع المياه في منطقة المزونة بعد سقوط سور معهد على عدد من التلاميذ. وقد قررت المحكمة تأجيل التصريح بالحكم إلى يوم 4 نوفمبر 2025…

السجن بين 3 و6 سنوات لقيادات نقابة أمنية بتهم الخيانة الموصوفة وغسيل الأموال

21 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – أصدرت الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية بتونس، ليلة أمس، أحكامًا بالسجن تراوحت بين ثلاث وستّ سنوات ضد عدد من أعضاء المكتب التنفيذي السابق للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، من بينهم الكاتب العام السابق للنقابة نبيل العياري الذي حُكم عليه بـأربع سنوات سجن، وثلاثة أعضاء بنفس العقوبة، وعضو رابع بثلاث سنوات، إضافة إلى صاحب مطبعة خاصة نال حكمًا بالسجن لمدة ستّ سنوات…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.