Skip links

تأجيل محاكمة سامي الفهري في قضية صفقات اتصالات تونس الى شهر ديسمبر القادم

24 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – مثُل صاحب قناة الحوار التونسي، سامي الفهري، أمام الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالقطب القضائي المالي، في جلسة عقدت للنظر في قضية تتعلق بشبهات فساد مالي وإداري مرتبطة بعقود بين شركة اتصالات تونس وشركة DISTRICOM. وبعد مرافعات الدفاع وممثل المكلف العام بنزاعات الدولة، قررت الهيئة تأجيل المحاكمة إلى شهر ديسمبر 2025.

خلفية القضية:

تعود القضية إلى عقد تمّ إبرامه بين شركة اتصالات تونس وشركة DISTRICOM التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال نبيل الشايبي، خلال فترة تولي منتصر وايلي (الرئيس المدير العام السابق لاتصالات تونس) مهامه، والذي ما يزال بحالة فرار وصادر في شأنه حكم غيابي يفوق 20 سنة سجنًا في قضايا متعدّدة.

وتتهم النيابة العمومية سامي الفهري بالمشاركة في مخالفات تتعلق بـ”الفساد المالي والإداري”، وبالتحديد صفقات أُبرمت بالمراضاة دون احترام الإجراءات القانونية، ومنح امتيازات غير مبررة وتقديم تسبيق مالي دون ضمانات كافية.
غير أن هيئة الدفاع شددت خلال الجلسة على غياب أي دليل مباشر يربط الفهري بالصفقة أو بتحقيق منفعة شخصية، معتبرة أن القضية “توظَّف لتصفية حسابات إعلامية وسياسية” مع أحد أبرز الإعلاميين الذين انتقدوا السلطة في السنوات الأخيرة.

تُضاف هذه القضية إلى سلسلة ملفات سابقة حوكم فيها سامي الفهري، من أبرزها قضية “كاكتوس برود” المتعلقة بعقود الإشهار مع التلفزة الوطنية.
وكانت المحكمة الابتدائية قضت سنة 2021 بسجنه 8 سنوات وخطية بـ40 مليون دينار، قبل أن تخفّف محكمة الاستئناف الحكم في 2022 إلى سنتين سجناً مع تأجيل التنفيذ وخطية مالية قدرها 16.6 مليون دينار.

يرى مرصد الحرية لتونس أنّ القضايا المالية الموجّهة ضد سامي الفهري تُظهر بوضوح هشاشة استقلال القضاء المالي، في ظل تزامن المحاكمات مع تصاعد خطاب رسمي ضد الإعلام الحر والمستقل.
ويعتبر المرصد أنّ الأصل في التتبع يجب أن يكون قضائيًا وشفافًا ومبنيًا على الأدلة التقنية والمالية، بعيدًا عن التأثير السياسي أو الإعلامي.

 يطالب مرصد الحرية لتونس بـ:

  • ضمان محاكمة عادلة وشفافة لسامي الفهري في احترام تام لقرينة البراءة.

  • تحييد القضاء المالي عن أي توظيف سياسي أو إعلامي.

  • تسريع البتّ في القضايا المفتوحة لتفادي توظيف الإيقاف أو التأجيل كوسيلة ضغط.

  • حماية حرية الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المستقلة من الملاحقات الانتقائية.

شارك

المزيد من المقالات

إحالة خالد الكريشي على الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي وتثبيت منعه من السفر

25 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2025 – قرّرت دائرة الاتهام المختصّة بالنظر في قضايا الفساد المالي لدى محكمة الاستئناف بتونس إحالة المحامي والنائب السابق عن حركة الشعب خالد الكريشي على أنظار الدائرة الجنائية المختصّة في قضايا الفساد المالي، في ملفين يتعلّقان وفق النيابة العامة بتضارب المصالح والتلاعب بالقرارات التحكيمية خلال فترة رئاسته للجنة التحكيم والمصالحة في هيئة الحقيقة والكرامة. كما تمّ تثبيت قرار تحجير السفر المفروض عليه احتياطياً إلى حين استكمال الأبحاث والإجراءات القضائية…

القضاء يؤجّل النظر في قضية المهدي بن غربية وأحمد العماري المتعلّقة بأحداث داخل أحد السجون

25 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية المختصّة بالنظر في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس تأخير النظر في القضية المرفوعة ضدّ الوزير الأسبق المهدي بن غربية والقيادي السابق بحركة النهضة أحمد العماري إلى شهر ديسمبر المقبل، وذلك في انتظار مآل الطعن بالتعقيب في قرار الإحالة الصادر عن دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس…

تأجيل النظر في قضية “مكتب الضبط” ضد عبير موسي: استمرار الاحتجاز دون سند قانوني

25 أكتوبر (تشرين الأول) 2025 – قرّرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مساء الجمعة 24 أكتوبر 2025، تأجيل النظر في قضية “مكتب الضبط” ضدّ رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي إلى جلسة 14 نوفمبر المقبل، دون الحسم في مركزها القانوني أو البتّ في مطلب الإفراج عنها، رغم تأكيد هيئة الدفاع أنها محتجزة دون أي سند قانوني نافذ…

تعليق نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات: قرار تعسّفي يُهدّد استقلال الحركة النسوية والمجتمع المدني

25 أكتوبر (تشرين الأوّل) 2025 – قرّرت السلطات التونسية يوم أمس تعليق نشاط الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لمدة شهر كامل، بدعوى “مراجعة التمويلات والوثائق المالية”، وذلك استنادًا إلى المرسوم عدد 88 لسنة 2011 المنظّم لعمل الجمعيات. وقد أكّدت رئيسة الجمعية أنّ القرار جاء بشكل مفاجئ ودون إخطار مسبق، واعتبرته قرارًا تعسّفيًا يستهدف واحدة من أبرز المنظمات النسوية في تونس، معلنةً نية الجمعية الطعن في القرار قضائيًا…

نداء إلى العمل من أجل حقوق الإنسان في تونس

عريضة الموقع: الحرية لمعتقلي الرأي والنشطاء في تونس !

‎لم تعد تونس الاستثناء العربي الوحيد الذي أشعل فتيل الثورات في العالم سنة 2011 بثورة بطولية أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، الذي ظل مستمرا لمدة تناهز 23 سنة بعد استيلاءه على السلطة في 7 نوفمبر 1987 خلفا للحبيب بورقيبة.

في خطوة مماثلة وربما أكثر خطورة، أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة 25 يوليو 2021 على القيام “بانقلاب دستوري” وفقا لتأويله الشخصي للفصل 80 من دستور الثورة 2014 مُعلنا اتخاذه مجموعة من الإجراءات الاستثنائية بسبب “خطر داهم” يهدد البلاد التونسية دون تقديم أي تفاصيل وأسباب الى حدّ كتابة هذه الأسطر.

وبموجب تلك الإجراءات قرر سعيّد عزل الحكومة ورئيسها “هشام المشيشي” الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الأمن القومي تلك الليلة بقصر قرطاج، وزعم أنه اتصل برئيس البرلمان راشد الغنوشي (زعيم حزب حركة النهضة) للتشاور معه وفق ما يمليه الدستور، الأمر الذي نفاه الغنوشي مؤكدا انه اتصال عادي لم يتضمن أي مشاورات أو حديث حول فحوى الإجراءات الاستثنائية، وقام الرئيس بتجميد أعمال البرلمان ثم حله في مارس/ آذار 2022.

ولم يكتف الرئيس سعيّد بتجاوز صلاحياته وفصول الدستور التي أقسم على الحفاظ عليه أمام مجلس نواب الشعب بل وقام بتغيير تركيبة المجلس الأعلى للقضاء واعتبره “وظيفة” وليس سلطة مستقلة بذاتها وقام أيضا بتغيير تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحضيرا لمراحل انتخابية عقدها لفائدة تغيير دستور كتبه بنفسه وألغى آراء اللجان الاستشارية التي عينها بنفسه أيضا. ثم نظم انتخابات تشريعية على دورتين لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 8% من مجموع الناخيبن وتداركت هيئة الانتخابات الاحصائيات فيما بعد لتعلن أنها وصلت لـ11 %وهو الرقم الأدنى عالميا ومحليا.

بتاريخ 11 فبراير/شباط شن نظام الرئيس سعيد حملة اعتقالات لم تتوقف، شملت نشطاء سياسيين ورجال أعمال واعلاميين وصحفيين وقضاة وموظفين سامين في الدولة تحت عنوان “التآمر على أمن الدولة وارتكاب فعل موحش ضد رئيس الجمهورية” إضافة لتهم أخرى تم إحالتها على النيابة العسكرية ما يطرح أسئلة حول مدى تدخل الجيش التونسي في الإجراءات التي قام بها الرئيس سعيد.

وقد شابت عمليات الاعتقال التعسفي عدة خروقات وإخلالات إجرائية وسط تحذيرات من المنظمات والمراصد الدولية الناشطة بمجال حقوق الانسان ولم يتم احترام معايير التقاضي والإقامة السجنية وطالت الملاحقات في بعض الأحيان عائلات الضحايا وأسرهم ووظائفهم ولم يتم إثبات أي تهم أو وقائع منسوبة للمتهمين.

كما تتعرض النقابات والأحزاب السياسية لمضايقات مستمرة ولم يتوقف الرئيس سعيد عن اتهام كافة الأجسام الوسيطة بمختلف أنواعها “بالعمالة” أو “الخيانة” ولم تسلم المنظمات والجمعيات من الملاحقات والاعتقالات التعسفية والحرمان من التمثيل القانوني وسط ارتفاع وتيرة العنف في المجتمع بسبب تبني السلطات خطابات وشعارات عنصرية وتمييزية محرضة على الاقتتال وانتهاك الكرامة الإنسانية.

على ضوء كل ما تقدمنا به من أسباب نحن الموقعون أسفله نطالب:

أولا: بالدعوة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً ودون قيد أو شرط كما نحثَ السلطات التونسية على احترام التزاماتها الدولية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها.

ثانيا: ندعو من السلطات التونسية أن توقف نزيف نسف الديمقراطية الناشئة والمحاكمات الجائرة والملاحقات المستمرة ضد خصوم النظام السياسيين وكل من ينتقده بالرأي او الكلمة او التعبير.

ثالثا: ندعو كل النشطاء والمتابعين للانخراط في المسار الوطني والدولي لإعادة الديمقراطية وإنهاء الحكم الفردي الذي عاد بتونس لسنوات الاستبداد والظلم وانتهاك الحقوق والحريات.